الرئيس عون واللبنانية الأولى كرما الإعلامية هدى شديد
تقديرا لانجازاتها ومسيرتها ونضالها في مواجهة المرض
----
رئيس الجمهورية لشديد: حافظت على موضوعيتك ووطنيتك في رسالتك الإعلامية
ولا يمكن لاي تكريم أن يسمو إلى اختبار أوجاعك بصبر المؤمنين
-----
الشيخ بيار الضاهر: هدى شديد استثنائية في الحياة
وفي مواجهة المرض بعدم الاستسلام له
----
رفيق شلالا: التكريم لفتة من رئيس الجمهورية وقرينته
تؤكد احتضان من برعوا وبرزوا وابتكروا وحققوا الإنجازات من بنات وأبناء لبنان
-----
هدى: التكريم اعطاني قوة لكي اقول لكل من يعاني ان الحياة تتجدد
ولا تتوقف عندما يكون هناك دعم وحب
----
لحظات مليئة بالعاطفة والكلمات المؤثرة حفل بها قصر بعبدا قبل ظهر اليوم الذي احتضن الكاتبة والاعلامية والمراسلة على مدى اكثر من ثلاثين عاما في القصر الزميلة هدى شديد، في حفل تكريم دعا اليه وحضره رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الاولى السيدة نعمت عون. وجاء تكريم شديد التي لم تعرف معنى الاستسلام ان في عملها، او في مواجهة تحديات الحياة مسطرة قصة كفاح تروى في صراعها مع المرض وتحدي الالم بايمان، اعترافا بتفانيها المهني وتمسكها بمواصلة العطاء والتضحية، حيث كان في كل خطوة اتخذتها امل لا يهزم وعزيمة لا تلين.
كلمة شلالا
في مستهل اللقاء، القى رئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا كلمة جاء فيها:
"فخامة الرئيس،
حضرة اللبنانية الأولى،
عزيزتي هدى،
أيها الحضور الكريم،
لقاؤنا اليوم ليس مجرد تكريم لإعلامية ناجحة ومحبوبة ورصينة في عملها، حتى استحقت احترام ومحبة اللبنانيين، بل هي لفتة من رئيس الجمهورية بالذات والسيدة عقيلته، تؤكد احتضان من برعوا وبرزوا وابتكروا وحققوا الإنجازات من بنات وأبناء هذا الوطن.
هو تقدير لمسيرة هدى شديد المليئة بالعبر والدروس والالهام.
هدى التي واجهت شتى الصعوبات منذ نعومة أظفارها، ولم تتراجع أمامها، بل اختارت التضحية، والصبر، والتفاؤل.
ملتزمة هي بالحب والخير، حتى النهاية. ومن لا يعرف عن ماضيها، أشير فقط إلى اختيارها الزواج ممن تحب برغم معرفتها المسبقة بإصابته بالسرطان. ولم يمنحها القدر إلا أسابيع قليلة لتعيشها مع زوجها قبل أن يرحل.
كلامي عنكِ يا هدى لن يكون إلا ناقصاً ، لأن معرفتي العميقة بك التي امتدت لربع قرن، تجعل مشاعري مضطربة في هذه اللحظات.
أنتِ الوفية، القديرة، التي لطالما شعرت بالفخر بصداقتنا، وبالتقدير لما أضفته إلى الإعلام في لبنان بحضورك وشخصيتك الجميلة.
وكم كنت سعيداً حين أقنعتك بكتابة مذكراتك مع السرطان في مواجهتك الأولى معه قبل سنوات، لأن قصتك شكلت مصدر وحي وقوة وإلهام للكثيرين.
لن أطيل الكلام عن هدى شديد وأهمية اللقاء العائلي، فما أود التعبير عنه، لا تسعه هذه المناسبة.
شكرا فخامة الرئيس والسيدة الأولى على مبادرتكما النبيلة التي تركت عميق الأثر في نفوسنا جميعا".
كلمة الرئيس عون
ثم القى الرئيس عون كلمة قال فيها:
"العزيزة هدى،
أتوجَّه إليكِ بكلمات من القلب، وأنت تواجهين المرض بقلب نقي وروح متَّحدة بالايمان والعزم. رافقتُ مسيرتك مع المحنة فاستمدَّيتُ من بسمتك الإلهام والأمل. تعلمت من صمتك كيف نخوض الحياة بسلام ورجاء، ومن كلامك كيف يتغلَّب الصبر والمحبة على روح الاستسلام.
ثقي يا هدى بأن الحبَّ يحيط بك من كلِّ الجهات، وأن لك تقديراً عاليًا في قلبي وفي قلوب الكثير من اللبنانيين.
لو تحدثت عن مسيرتك الإعلامية وكتاباتك فلن أوفيكِ حقك. تدركين جيداً أنَّك دخلتِ البيوت والقلوب بحرفيتك ومهنيتك العالية وحضورك المتَّقد على الشاشة وفي الإعلام. والأهم أنكِ حافظت على موضوعيتك ووطنيتك الراسخة في ممارستك لرسالتك الإعلامية. أقول رسالة وانا اؤمن بذلك بكلِّ قواي، لأنَّ الاعلام مهنة مقدَّسة، مكرَّسة لنقلِ الحقيقة، ولاحتضان واقع الناس وآمالهم.
هدى العزيزة،
هذه الرسالة شئتها أن تكون دعوة للأمل، وصلاة من أجل شفائك وتعافيك. عجنتك الحياة بكل التحديات والآلام، ومن لا يعرفك جيداً، لا يعرف مقدار القوة التي تتحلين بها، والتي جعلتك تتخطين الحواجز والصعاب.
حين شهدتِ في كتابك "ليس بالدواء وحده"، على أن الانتصار في النهاية هو اتحاد مع الله تعالى، ألهمتِ الكثير من المرضى الذي يواجهون السرطان. واليوم أنت المثال الأعلى في قوة الإنسان الباطنية، حتى في عزِّ ضعفه وسقطاته.
أنحني أمام قوَّتك يا هدى، وما تعيشينه وتمرِّين به بكلِّ إيمان ورجاء. لا يمكن لأيِّ كلام، أو شهادة، أو تكريم، أن يسمو إلى اختبار أوجاعك بصبر المؤمنين.
تقديري لكِ بلا حدود، وأسأل ابن الله شفيعك وشفيعي، أن يرافقك في هذه المرحلة الصعبة، ويمسك بيدك بمحبته اللامحدودة".